ذيب القحطاني ·.·• ([صــاحب المـوقـع])··.·•
عدد المساهمات : 98 نقاط : 30000 تاريخ التسجيل : 05/08/2011 الموقع : ملتقى ال عبد الرحمن الرسمي
| موضوع: قصة حجاب وعقاب الأحد أغسطس 28, 2011 3:43 pm | |
| السلام عليكم...
هذه قصة عن الشيخ(سعدون العواجي)وإبنيه الفارسان(عقاب)و(حجاب)....فآمل أن تحوز على رضاكم...
فأقول وبالله التوفيق...
الشيخ سعدون العواجي هو شيخ عموم قبيلة ( ولد سليمان ) التي هي من أفخاذ قبيلة عنزة الكبيرة , له شأن بين قبائله , ورئاسته لهذه القبيلة عريقة , مطاع بين أفراد القبيلة , شجاع ومشهور بفروسيته , وشاعر مجيد , له أبناء كثيرون , ولكن لم يشتهر منهم سوى ابنيه عقاب وحجاب , وهما شقيقان . وشهرة عقاب قد زادت على شهرة أبيه , وكان من الأبطال القلائل في نجد .
لكن قبل أن يبرز ابناه وقبل أن يبلغا سن الرجولة , حصل بين الشيخ سعدون وزوجته , والدة عقاب وحجاب , خلاف أدى إلى طلاقها , وذهبت إلى أهلها في بلاد سورية ومعها ابناها , وهي من قبيلة الفدعان من عنزه الموجودين في سورية وكان أخوال الشابين - عقاب وحجاب - مشهورين بين أفراد القبيلة وقد تربيا في أخوالها أحسن تربية وبعد أن بلغا سن الرجولة وأصبحا فارسين يضرب بهما المثل اصحبا يترأسان قسما من عشائرهما في سورية , أما الشيخ سعدون فقد بقي شيخا لجماعته ( ولد سليمان ) في نجد إلى أن برز شخص من أبناء عمه يسمى شامخ العواجي , وأخذ ينازع سعدون الزعامة ويعرقل نفوذه , واستفحل أمره , إلى أن خفر ذمام سعدون مرارا وتكرارا مستهترا بأوامر الشيخ , وأخذ يتحداه في كل مناسبة , ويقلل من قيمته عند القبيلة , وأخيرا أخذ مكان سعدون , وتزعم القبيلة , وأخذ يعامل الشيخ معاملة سيئة , وقد وصل به الأمر إلى أن حقره , وحظر عليه أن يورد إبله على أي منهل ترده قبائل ( ولد سليمان ) قبل أن ترد إبل شامخ وإبل كل القبيلة , وقد قال أشعارا بهذا كثيرة , منها واحدة بين فيها أنه قد عزم على الرحيل , ليفارق شامخا وغطرسته , وعندما لاحظه بعض الذين يعطفون عليه , يجمع أمتعته ويحملها على رواحله , أخذوا يلومونه وحاولوا أن يثنوه عن عزمه , ولكنه أصر على الرحيل وقال في قصيدته : أن شامخا لا ينصاع للحق , لذلك فهو سيبتعد عنه , ويعالج آلامه بالفراق , لأن في البعد سلوى له :
قالوا تحورف قلت يالربع نجّاع = وقالوا تقيم وقلت يالربع ما قيم قالوا علامك قلت من قلّ الافزاع = صيحة خلا ما عندي إلا الهذاريم والى بغيت الحق من شامخ ٍ ضاع = يطرّم علي دايخ الراس تطريم يبعد عن القالات طقّه بالأصباع = من قلة اللي يضربه باللهازيم ليا صار ما توفي عميلك من الصاع = ما ينقعد لك عند حصن النواهيم شبر ٍ من البيدا يعوّضك الافزاع = وسود الليالي يبعدنّك عن الضيم ( تحورف : تستعد 000 هذاريم : هذيان )
لكن هذا لم يكن به حل لأمره , فهو إذا ابتعد عن قبيلة ولد سليمان سيكون لاجئا عند إحدى القبائل , وهذا يرى أن فيه نقصا بعد العز الرفيع الذي كان عائشا فيه , وإذا انفرد وحده في الفيافي فسوف يكون لقمة سائغة لبعض الغزاة من الصعاليك , وهو لا يستطيع وحده حماية نفسه , ولذلك رجع بعد أن رحل مرغما . بهذه الظروف زاد شامخ بطغيانه وتجبره على سعدون .. وأخيرا لفت نظر سعدون شخص من الذين يعطفون عليه , أن يكتب لأولاده , ويشكو إليهم , ويخبرهم باعتداء شامخ على جميع سلطاته , وخفر ذمامه , وإهانته بين قبائل نجد . فكتب سعدون لابنيه هذه القصيدة :
يا راكب ٍ من عندنا فوق مهذاب = مامون قطّاع الفيافي الى انويت عند الفضيله عد يومين بحساب = أول قراهم قول يا ضيف حِييت حر ٍ صغير ٍ وتوّ ما شق له ناب = وعقب القِرا ودّع رجال ٍ لهم صيت وليا ركبته ضرّبه خل الاجناب = وانحر لنجم الجدي وإن كان مديت واسلم وسلّم لي علي عقاب وحجاب = سلّم على مضنون عيني الى ألفيت بالحال خص عقاب فكاك الأنشاب = ينجيك كان انك عن الحق عديت قل له ترا ( شامخ ٍ ) شمخ عقب ما شاب = ويا عقبا والله ذلّلوني وذليت ويا عقاب حدّوني على غير ما طاب = وقالوا تودّر من ورا الما , وتعديت من عقب ماني سترهم عند الأجناب = وليا بلتهم قالة ٍ ما تتقيت ما دام شامخ مالك ٍ جرد الأرقاب = لو زيّن الفنجال لي ما تقهويت يا عقاب حَط بثومة القلب مخلاب = من العام في نوم العرب ما تهنّيت الجفن عن نوم الملا فيه نتّاب = وعدّ الطعام مدوّس ٍ به حلاتيت عقب المعزّه صرت يا عقاب مرعاب = والناس حيين ٍ وانا عقبكم ميت من الضيم يا عقاب السرب عارضي شاب = وادويت من كثر العنا واستخفيت فاتن ثلاث سنين والنوم ما طاب = وشكواي من صدري عبار وتناهيت البيت ما يبنى بلا عمد وأطناب = متي يجينا عقاب يبني لنا البيت مالي جدا إلا غضّة البهم بالناب = وراعيت كثر الحيف بالعين واغضيت ارجي بشير الخير مع كل هبّاب = ومتى يجونا اخوان ( نمشه ) على الصيت
وبعد أن وصلت هذه القصيدة لابنيه , ثارت ثائرة عقاب , وأمر أخاه أن يهيئ نفسه للرحيل من بلاد سورية , ويترك مقرراته التي استحصل عليها من دولة الأتراك هنا , مادام أن والدهما قد لحق به الأمر , ورحل عقاب وأخوه وصدقيهم عيد ومعهم بعض الخدم , وترك جماعته من ولد سليمان بسورية , ومشى بظعينته إلى نجد وقد استغرقت رحلته ثلاثين يوما , وصل بعدها بالقرب من منهل يسمى ( الحيزا ) من ديار قبيلة ( ولد سليمان ) وقد باتوا على مقربة منها , بعد أن تأكدوا أن إبل قبائل ( ولد سليمان ) واردة على هذا المنهل , في الليلة المذكورة , وبعد طلوع الفجر , قام عقاب وتأبط سيفه , وأمر أخاه ومن معه أن يتبعوه بظعينتهم , ثم مشى على قدميه متجها إلى العرب الذين على ( الحيزا ) مختفيا , وأخذ يبحث عن بيت والده سعدون , وكان قد استوصف من الناس ما يدله على بيت أبيه وقد قيل له : أن شامخا أمر على أبيه بأن لا يرفع بيته بين بيوت القبيلة , إذلالا له وكذلك أمر راعي إبله القليلة العدد أن لا ترد الماء إلا بعد أن ترد إبل الحي كلها , وعندما وصل بيت والده قبل طلوع الشمس , وقبل أن يرد أحد على البئر , وجد والده نائما , وكذلك راعي إبل والده نائما بين الإبل , فأيقظ الراعي , وقال له قم أورد إبلك على الماء , فرد الراعي : لا أستطيع يا عماه , لأن الشيخ شامخا سيضربني , وقد أمرني أن لا أرد الماء إلا بعد أن ترد القبيلة , فنهره عقاب بشده , وحاول الراعي أن يعتذر لأنه لا يعرفه , فأكد عليه وقال : أورد إبلك وأنا معك , ولا تخف , ومشى الراعي قسرا بالإبل إلى البئر واختفى عقاب بين الإبل , وعندما وصلوا قرب البئر , شاهد شامخ أن راعي إبل سعدون قد ورد الماء عاصيا لأمره , فثارت ثائرته , ونادى الراعي , وتهدده , فقال عقاب للراعي بصوت لا يسمعه شامخ : امض في سبيلك ولا تجبه , وعند ذلك اشتد غضب شامخ , وأخذ عصاه , وأقبل من بيته يعدو , ليشبع الراعي ضربا كعادته , وعندما قرب شامخ منه , خرج عقاب من بين الإبل , كأنه الأسد , مجردا سيفه , ووثب على شامخ ليقتله , وعندما رآه شامخ عرف أن هذا عقاب , الذي خبر بأوصافه , وتأكد مــن شـــاربــيــه اللــذيـن يـلامـــسان أذنــيــه , فصعق شامخ , وعرف أنه لا يستطيع الدفاع عن نفسه , ولا يتمكن من الهرب إلى بيته , ففضل أن يرمي نفسه بالبئر القريبة منه , وفعلا رمى نفسه , وأطل عليه عقاب , وأدلى إليه الرشا , وقال : اخرج , فقال : هذا هو قبري , لا يمكن أن أخرج إلا أن تعفو عني , فقال عقاب: إن جبنك الذي رأيته سيجعلني أعفو عن قتلك مشروطا ذلك بعفو الشيخ سعدون أي أبيه , فترك عقاب راعي الإبل يسقيها , وأمر من حوله أن يخرجوا شامخا الجبان الذي اختار أن يرمي نفسه بالبئر , ورجع عقاب بعد أن رأى أخاه حجاب قد وصل بالظعينه , فأومأ إليه نحو بيت أبيه , وأمرهم أن يبنوا البيت الكبير , وأن يرفعوا عماده , وبعد أن بنى البيت أثثوا مجلسه بأحسن الأثاث , وهيئوا مقعدا وثيرا لوالدهم , وطلبوا منه أن يجلس عليه , ثم أمر عقاب صديقه عيدا أن يركب إحدى الخيل , ويبلغ القبيلة أن يحضروا للسلام على الشيخ وولديه عقاب وحجاب , فراح صديقهم مسرعا وبلغ القبيلة بعد طلوع الشمس فجاءت قبائل ( ولد سليمان ) وسلموا على سعدون وابنيه وتمت البيعة لسعدون من جديد , وقد أعجبوا بعقاب وحجاب , وكان إعجابهم بالشيخ عقاب عظيما جدا , حيث تأكدوا من رؤية الرجل الذي سارت بأخبار شجاعته الركبان من بلاد سورية , وقد تم التحول بهذه الطريقة البسيطة , وأشاد ابنا سعدون مجد والدهما من جديد , وراح شامخ نسيا منسيا , وقد عفا عنه الشيخ سعدون لأنه رآه لا يستحق أن يجازيه على أفعاله , لما ظهر من جبنه , لقد رفع عقاب وحجاب والدهما إلى القمة , وأخذ الشيخ سعدون يصول ويجول في بلاده , لا يخشى أحدا من القبائل , وزاد به الأمر أن أجلى بعض قبائل شمر عن بلادهم .. ولا شك أن هذا بسواعد أبناءه , خاصة عقاب الفارس الشجاع .
تقبلو تحياتي : ذيب محمد ناصر ابن وزن
عدل سابقا من قبل المدير العام في الثلاثاء سبتمبر 20, 2011 8:04 pm عدل 1 مرات | |
|